مقدمة
الديستونيا (Dystonia) هي اضطراب عصبي حركي يتميز بانقباضات عضلية لا إرادية تسبب حركات متكررة أو وضعيات غير طبيعية للجسم. تختلف شدة الديستونيا من حالة خفيفة إلى حالة تعيق الحركة بشكل كبير، وقد تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، مثل الرقبة، الجفون، اليدين أو الجسم بأكمله.
رغم وجود عدة خيارات علاجية دوائية، إلا أن بعض الحالات تكون مقاومة للعلاج. في هذه الحالات، يُعد زراعة المحفزات الدماغية الكهربائية (DBS) خياراً علاجياً فعالاً.
ما هو العلاج بالمحفزات الدماغية الكهربائية (DBS)؟
العلاج بـ DBS هو إجراء جراحي يتم فيه زرع أقطاب كهربائية دقيقة داخل مناطق معينة من الدماغ، تُعرف غالبًا بالنواة الداخلية للمهاد أو النواة تحت المهاد أو النواة القاعدية. يتم توصيل هذه الأقطاب بجهاز مولد نبضات (بطارية) يُزرع تحت الجلد في منطقة الصدر، يعمل على إرسال نبضات كهربائية منخفضة الشدة إلى الدماغ لتعديل النشاط العصبي غير الطبيعي.
آلية عمل DBS في علاج الديستونيا
السبب الدقيق لتحسن أعراض الديستونيا بواسطة DBS يعتقد أنه يعود إلى عدة آليات:
- يعيد توازن النشاط العصبي داخل الشبكات الحركية.
- يقلل من فرط النشاط العصبي في مناطق معينة من العقد القاعدية المرتبطة بتوليد الحركة.
- يمنع أو يضعف الإشارات العصبية غير الطبيعية التي تؤدي إلى التشنجات العضلية اللاإرادية.
الحالات التي تستفيد من DBS
يمكن أن يكون DBS فعالاً بشكل خاص في الحالات التالية:
- الديستونيا المعممة (المنتشرة)، خاصة عند الأطفال والشباب الذين يعانون من ديستونيا وراثية مثل الطفرة في جين DYT1.
- الديستونيا الموضعية المقاومة للعلاج الدوائي مثل ديستونيا العنق (خلل التوتر الرقبية) أو ديستونيا اليد.
- المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج بالبوتوكس أو الأدوية الأخرى.
نتائج وفعالية العلاج
تسيطر هذه العملية على 90% من هذه الحركات اللاإرادية عند الأطفال والكبار بحد سواء.
حيث يظهر الفيديو التالي مريض كان يشكو من مرض الدستونيا المتقدم وتم إجراء عملية الـ DBS، ولوحظ تحسن كبير في هذه الأعراض بعد الإجراء. فيديو المريض العسكري.
الخلاصة
تُعد زراعة المحفزات الدماغية الكهربائية خياراً واعداً وفعالاً لعلاج الديستونيا، خاصة في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. على الرغم من كونه إجراءً جراحياً يتطلب تقييماً دقيقاً، إلا أن نتائجه الإيجابية على المدى الطويل تجعله أداة قوية في تحسين حياة المرضى.