النسيج السحائي هو الغلاف الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي ويحميه ويبطن الجمجمة والقناة الشوكية ينمو الورم السحائي من هذه الطبقة الرقيقة، (الغلاف السحائي). ومعظم الأورام حميدة والقليل منها خبيث.
وتتميز هذه الأورام الحميدة بإمكانية عودة نموها مره أخرى ولو بعد عدة سنوات بالرغم من الاستئصال الكامل لها. وقد تعود هذه الأورام للنمو بنفس مكان الورم الذي استئصال فيه او في أماكن أخرى، وهنالك احتمال حدوث الورم وللمرة الأولى بعدة أماكن بالدماغ بنفس الوقت، وهذا يحدث بالمرضى الذين يعانون من المرض الوراثي الذي يصاحب حدوث الأورام الليفية العصبية الوراثية تصيب هذه الأورام الغلاف السحائي بمعظم الأماكن بالدماغ سواءً حول الدماغ من الأعلى، وحول التجويف الوريدي العلوي السهمي، ومنطقة قاع الدماغ ومنطقة الجيب الكهفي، ومنطقة الزاوية المخيخي الجذعية، وحول الحبل الشوكي
طرق العلاج
إن العلاج الأمثل لهذه الأورام الحميدة هو التخلص التام منها ويتم ذلك بطريقتين:
- الجراحة المجهرية الدماغية لاستئصال الأورام السحائية:
وتتم هذه الجراحة باستحداث التخدير العام بفتح الجمجمة وإجراء عميله الاستئصال الجراحي. ونفضل القيام بهذه العملية للأورام التي يمكن الوصول اليها دون احداث مضاعفات عصبيه رئيسيه. مثل الأورام بأعلى الدماغ والأورام حول الجيب السهمي العلوي، والأورام بمنطقة العصب الشمي. ونوصي بالعلاج الجراحي المجهري للأورام الكبيرة وخاصه التي تحدث أعراضاً عصبيه رئيسيه لرفع ضغط الورم عن اجزاء الدماغ الحساسة، وفي حالات الأورام السحائية بالحبل الشوكي - الجراحة الشعاعية المصوبة بالجاما نايف بدون جراحه:
هذه التقنية الحديثة تتميز بالسيطرة على الورم وقتله بمهده وبجلسه واحده بدون جراحه وبدون جروح أو نزف، وبدون تخدير، بحيث يكون المريض بكامل وعيه ودون سقوط الشعر من فروة الرأس، ويستطيع المريض مغادرة المستشفى بمساء يوم المعالجة.
تجرى هذه المعالجة بتثبيت جهاز الجراحة المصوبة لثلاثية الأبعاد (الستيريوتاكتيك) على رأس المريض باستخدام التخدير الموضعي، وبإجراء تصوير ثلاثي الأبعاد بالمرنان المغناطيسي للدماغ لتحديد حدود وحجم الورم واحداثياته، ومن ثم توجيه أشعة جاما نايف المصوبة من (201) أنبوبه شعاعيه بنفس الوقت الى الورم فقط دون احداث أية أضرار أو إصابات بالأنسجة الدماغية السليمة المحاذية للورم.
نوصي بهذه المعالجة للأورام التي يقل قطرها عن 4 سم، وبالماكن التي يصعب استئصالها جراجاي، وخاصة الاورام التي تقع بقاع الدماغ لصعوبة الوصول اليها واستئصالها بدون حدوث مضاعفات عصبيه، وأيضاً نوصي بالعلاج بالجاما نايف للأورام السحائية المتكررة أثر عمليات سابقه أو بالمرضى الذين لا يحتملون التخدير العام لأسباب مرضيه.
وفي الحالات التي يكون بها الورم كبيراً وقطره أكثر من 4 سم، فإننا نقوم بالاستئصال الجراحي الجزئي للورم للتقليل من حجمه ولتجنب مضاعفات الاستئصال الكامل بالأماكن الخطرة بالدماغ، وبعدها نعالج بقايا الورم بواسطة الجاما نايف.
وتصل نسبة النجاح للسيطرة على الورم لأكثر من 90 % سوآءا بانكماش الورم أو تحويله الى كتله ساكنه خلال السنوات الثلاث التي تلي المعالجة. ولذا فإننا دايماً نوصي المرضى بالمتابعة السريرية وبالتصوير المغناطيسي الملوّن كل عام لمتابعة تأثير الجاما نايف على الورم، ومتابعة الحالات التي أستحصل فيها الورم جراحياً للتأكد من عدم عودة نمو الورم كما هو متوقع بهذا النوع من الورم