مقدمة
الصرع هو اضطراب عصبي مزمن يتميز بنوبات متكررة ناتجة عن نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ. وعلى الرغم من توفر العلاجات الدوائية والجراحية، فإن بعض المرضى يعانون من صرع مقاوم للأدوية، مما يستدعي البحث عن بدائل علاجية فعالة. ومن بين هذه البدائل، يبرز التحفيز العصبي المبهم (Vagus Nerve Stimulation – VNS) كخيار علاجي واعد.
ما هو جهاز VNS؟
جهاز VNS هو جهاز صغير يُزرع جراحيًا تحت الجلد في منطقة الصدر، ويتم توصيله بسلك رفيع إلى العصب المبهم، وهو أحد الأعصاب القحفية المهمة التي تمتد من الدماغ إلى أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك القلب والرئتين والجهاز الهضمي.
يقوم الجهاز بإرسال نبضات كهربائية منتظمة إلى العصب المبهم، مما يؤثر بدوره على نشاط الدماغ ويقلل من احتمالية حدوث نوبات صرعية لإجراء آمن و بجروح صغيرة و يستطيع المريض المغادرة من المستشفى بعد يوم أو يومين من الاجراء الجراحي
تتشارك تقنيات التحفيز العصبي مع زراعة المحفزات الكهربائية الدماغية (DBS) المستخدمة في علاج الديستونيا ومتلازمة توريت لتحقيق تحكّم أفضل بالأعراض.
كيف يعمل VNS؟
رغم أن الآلية الدقيقة غير مفهومة بالكامل، يُعتقد أن تحفيز العصب المبهم يساعد على:
- تعديل النشاط الكهربائي في الدماغ.
- تقليل فرط النشاط العصبي الذي يسبب النوبات.
- تحفيز مناطق دماغية مرتبطة بالمزاج والانتباه، ما قد يساهم أيضًا في تحسين الحالة النفسية للمريض.
لمن يُستخدم جهاز VNS؟
يُوصى باستخدام VNS في الحالات التالية:
- المرضى الذين يعانون من صرع جزئي (بؤري) أو صرع مقاوم لعدة أدوية.
- من لا يمكنهم الخضوع للجراحة الدماغية لأسباب صحية أو بسبب عدم تحديد البؤرة الصرعية بدقة.
- بعض الحالات الخاصة من الأطفال والبالغين الذين لم يستجيبوا للعلاج الدوائي.
إذا كانت النوبات مرتبطة بتشوّه وعائي مثل التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، يجب تقييم ومعالجة السبب أولًا قبل الانتقال إلى خيارات التحفيز.
فوائد VNS
- تقليل عدد وشدة النوبات.
- تحسين جودة الحياة، بما في ذلك التركيز والنوم والمزاج.
- خفض الاعتماد على بعض أدوية الصرع بمرور الوقت.
الخاتمة
يُعتبر التحفيز العصبي المبهم (VNS) خيارًا علاجيًا فعالًا وآمنًا نسبيًا للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات التقليدية للصرع. وعلى الرغم من أنه لا يشفي الصرع، إلا أنه يساهم بشكل كبير في تقليل النوبات وتحسين نوعية حياة المريض.
ينبغي استشارة طبيب متخصص في أمراض الأعصاب أو جراحة الأعصاب لتقييم مدى ملاءمة هذا العلاج لكل حالة على حدة.